في قلب مدينة آريس بولاية باتنة، حيث تمتزج التضاريس الوعرة بتاريخٍ حافل من المقاومة والثقافة، تبرز شابة تُدعى روميسا بولقواس، وهي كاتبة صاعدة اختارت أن تسلك طريقاً غير مألوف، واضعةً نصب عينيها هدفاً واضحاً: إحياء اللغة الشاوية من خلال المسرح والأدب.
أصدرت روميسا أول نص مسرحي لها بعنوان “Seg Tyemmant n Dadda”، وهو عمل مستوحى من رواية “أمراء بلزمة”، حيث مزجت بين عالم الرواية وسحر قصص الأعراش، لتخلق نصاً مسرحياً نابضاً بروح التراث الأوراسي. تقول الكاتبة:
> “الفكرة ولدت من اهتمامي الشديد بقصص الأعراش، ومع اقتراب رأس السنة الأمازيغية (يناير)، رأيت أن المزج بين المناسبة والذاكرة الشفوية قد يمنح النص عمقاً وارتباطاً بالهوية.”
الهدف من هذا العمل، كما توضح روميسا، ليس فقط فنياً بل لغوياً وثقافياً أيضاً. فهي تسعى من خلاله إلى:
النهوض بالأدب المكتوب بالشّاوية، وخاصة في صنف المسرح الذي لا يزال نادراً بهذه اللغة.
إثراء المكتبة الأوراسية الأمازيغية بمحتوى أصيل ومعاصر.
توظيف قصص الأجداد والأعراش في أعمال فنية تحفظ الذاكرة بدل أن تبقيها حبيسة التناقل الشفوي.
وتضيف:
> “استعملت عدة لهجات شاوية داخل النص، لأُبرز مدى غنى وتنوع لغتنا. الشاوية ليست لهجة واحدة، بل فسيفساء جميلة من الأصوات والتعابير.”
مشاريع قادمة وطبعة ثانية قيد الإعداد
أعلنت روميسا أن نصها المسرحي سيصدر قريباً في طبعة ثانية منقحة، تتضمن تحسينات لغوية وإضافات نصية. كما وعدت القرّاء بأن هناك إصدارات أخرى قيد التحضير ستُعلن عنها في وقت لاحق.
رحلة روميسا بولقواس ليست فقط تجربة فنية، بل رسالة ثقافية مقاومة، تؤمن بأن الكتابة باللغة الشاوية ليست تحدياً، بل ضرورة للحفاظ على الذاكرة الجمعية، وإعطاء صوت للأجيال القادمة.