نورالدين دحان (نورالدين زناتي) نورالدين دحان، المعروف بلقب “نورالدين زناتي”، هو كاتب ومؤلف أمازيغي متميز ينحدر من منطقة الصحراء الجزائرية، ويعد من ٱحد الأسماء الشابة التي برزت في مجال الأدب الأمازيغي، يمتاز مساره الأدبي بتنوعه وإسهاماته الكبيرة في الحفاظ على التراث الثقافي واللغوي الأمازيغي، إضافة إلى دوره الفاعل في الترجمة والنشر. بداية المشوار الأدبي ولد نورالدين دحان في منطقة تيميمون التابعة لولاية أدرار في الجنوب الجزائري، وتعتبر هذه المنطقة جزءاً من منطقة “الزناتة”، وهي إحدى القبائل الأمازيغية العريقة. وقد نشأ في بيئة غنية بالثقافة الأمازيغية، مما أثر في مساره الأدبي وحفزه للاهتمام باللغة الأمازيغية وتوثيقها. الجائزة والتكريم حصل نورالدين دحان على جائزة رئيس الجمهورية للغة والأدب الأمازيغي في الطبعة الثانية، وهو اعتراف رسمي بمساهماته الأدبية الهامة في الحفاظ على اللغة الأمازيغية. تأتي هذه الجائزة كدليل على الجهود التي بذلها في مجال الأدب والترجمة والبحث في الثقافة الأمازيغية. مؤلفاته وترجماته من بين أهم أعماله الأدبية، نجد مؤلفه الأول “تعلم المتغير الزناتي الڨوراري-تيميمون” (Aselmad n tantala taznatit n Gurara-Timimou)، الذي يهدف إلى تسليط الضوء على المتغيرات اللغوية في اللهجات الأمازيغية وخاصة في منطقة الزناتة. يقدم الكتاب دراسة تحليلية حول الكلمات والعبارات الخاصة التي تستخدمها المجتمعات الأمازيغية في منطقة تيميمون، مما يساهم في حفظ وتوثيق هذه اللهجة. كما قام نورالدين دحان بترجمة كتاب “الشيخ محمد بن عبد الكريم المغيلي” إلى اللغة الأمازيغية، وهو عمل يساهم في إحياء التراث الفكري والديني للجزائر. يعتبر هذا العمل خطوة مهمة نحو توسيع نطاق الأدب الأمازيغي ليشمل مجالات دينية وتاريخية هامة. مشاركاته الجماعية نورالدين دحان لا يقتصر عمله الأدبي على الكتابة الفردية فقط، بل شارك في العديد من المشاريع الجماعية التي تهدف إلى إحياء التراث الشعبي الأمازيغي. على سبيل المثال، شارك في تأليف “تنفوست” (قصة شعبية) بالتعاون مع جمعية نوميديا في وهران، إضافة إلى مشاركته في مشروع الكتاب المدرسي Aselmad مع المحافظة السامية للأمازيغية، الذي يتضمن نصوصاً مدرسية تهدف إلى تعليم اللغة الأمازيغية للجيل الجديد. دور نورالدين دحان في الحفاظ على اللغة والثقافة الأمازيغية من خلال مؤلفاته وترجماته، يلعب نورالدين دحان دوراً مهماً في الحفاظ على اللغة الأمازيغية وإعادة اكتشاف جوانبها المجهولة أو المهملة. إن اهتمامه باللهجات الأمازيغية المحلية مثل “الزناتي” يشير إلى اهتمامه العميق بإبراز التنوع اللغوي في الجزائر. كما أن مشاركته في مشاريع تعاونية مثل “Aselmad” و”تنفوست” تعكس إيمانه بأهمية العمل الجماعي في حماية التراث الثقافي الأمازيغي، وتطويره بما يتماشى مع العصر الحالي، نورالدين دحان هو مثال حي على التزام الكاتب الأمازيغي بالحفاظ على هويته الثقافية من خلال الكتابة والترجمة. بفضل أعماله المتميزة، سواء كانت فردية أو جماعية، ساهم بشكل كبير في إثراء الأدب الأمازيغي وتعزيزه في الجزائر. إن مسيرته الأدبية تمثل نموذجاً يحتذى به في مجال اللغة والثقافة الأمازيغية، وتعكس إيمانه العميق بأهمية الحفاظ على الهوية الثقافية للأجيال القادمة.