قراءة للكاتب و الناشر الإسباني Carlos Rodríguez Ramos لكتاب زوي تمليليث اذورار نمامشة لكاتبه عبد المجيد رمضاني الكتاب باللغة الإسبانية و اللغة الأمازيغية تشاويث اليكم القراءة لأول مرة لكتاب شاوي في إسبانيا :
زوي، ملتقى الجبال هو عمل لعبد المجيد رمضاني يغمرنا في قلب كتلة نمامشا، وهي منطقة جبلية في الجزائر غنية بالتاريخ والثقافة والتقاليد. ومن خلال صفحاته، لا يقدم لنا رمضاني نافذة على الحياة اليومية والمجتمع وتاريخ هذه المنطقة فحسب، بل يدعونا أيضًا إلى التفكير في أهمية الإرث الثقافي والهوية البربرية.
يبدأ الكتاب بامتنان عميق وشخصي من المؤلف لمن منحوه الأمل والإلهام في الكتابة والتعلم وتبني الأفكار، وخاصة والديه. تضع هذه المقدمة أسس رواية متشابكة مع النسيج الاجتماعي والثقافي لمدينة الزوي وسكانها.
تحدد المقدمة السياق التاريخي والثقافي لمدينة زوي، وهي مدينة تقع في شرق الجزائر، والمعروفة بتاريخها الغني في سياق منطقة إيشاوين وبلاد الجزائر. يتعمق العمل في تحليل مجالات مختلفة مثل الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية، من أجل تقديم نظرة عامة كاملة للقارئ عن هذه المدينة.
أحد الجوانب الأساسية للعمل هو تعريف واستكشاف لغة التشاويث (الشاوية)، وهي لغة القبائل التي تسكن جبال الأطلس. لا يسلط هذا القسم الضوء على أهمية اللغة كجزء من الهوية الثقافية للمنطقة فحسب، بل يسلط الضوء أيضًا على أصالتها والحفاظ عليها مع مرور الوقت.
ولا يتوقف رمضاني عند اللغويات، بل يقدم أيضًا نظرة تفصيلية لمنطقة نمامشا، واصفًا جغرافيتها وتاريخها والمقاومة التي لا تقهر لسكانها، البربر الأمازيغ. وتجتمع هذه العناصر لترسم صورة لمنطقة يمتد تاريخها الغني من العصور القديمة إلى العصر الحديث، ويتميز بالمعارك والمقاومة والارتباط العميق بالأرض.
من خلال فصول تستكشف من مقدمة وتعريف المفاهيم الأساسية إلى الجانب الاجتماعي والتاريخي لزوي، يأخذنا رمضاني في رحلة عبر الزمان والمكان. ويتم تسليط الضوء على أهمية قبيلة هوارة وتنظيمها الاجتماعي ومعتقداتها الدينية ومساهمتها في الاقتصاد المحلي من خلال الزراعة والتجارة.
ويتوج العمل باستكشاف الجانب الاقتصادي والسياسي والجغرافي لمدينة زوي، وكشف كيف تتشابك هذه الجوانب لتشكل نسيج الحياة المعقد في هذه المنطقة الجبلية. يؤكد الاقتصاد المحلي، القائم على الزراعة والتجارة وتاريخ المقاومة ضد مختلف الغزاة، على صمود سكان الزوي وروحهم التي لا تقهر.
زوي، ملتقى الجبال أكثر من مجرد كتاب؛ هو تكريم للمنطقة وشعبها، واستكشاف عميق لثقافتها وتاريخها، وتأمل في أهمية الحفاظ على هويتنا وتراثنا. يقدم لنا عبد المجيد رمضاني عملاً لا يقتصر على إعلامنا وتثقيفنا فحسب، بل يلهمنا أيضًا لتقدير وحماية الثروة الثقافية لأماكن فريدة من نوعها مثل الزوي
تحليل الشخصية
في زوي، ملتقى الجبال، للمؤلف عبد المجيد رمضاني، الشخصيات ليست أفرادًا بالمعنى التقليدي، بل تمثل المجتمعات والقبائل والأماكن التي تشكل النسيج الثقافي والاجتماعي الغني لمنطقة الزوي في الجزائر. يركز السرد على التفاعل بين هذه الكيانات وعلاقتها بالمناظر الطبيعية والتاريخ والثقافة في المنطقة.
تشكل منطقة زوي، بتنوعها الجغرافي من الجبال إلى الوديان الخصبة، طابعا مركزيا تتمحور حوله حياة سكانها وتقاليدهم. هذا المكان هو المكان الذي تلعب فيه قبائل مثل آيت زيتون وآيت عاشور وإكياثن وغيرها أدوارها، حيث تزرع الأرض وتحافظ على عاداتها، وتشارك في النضال التاريخي للمنطقة من أجل الحفاظ على هويتها الثقافية. .
يوضح العمل أهمية الزراعة، حيث تمثل أماكن مثل ڤارث والمحمل أمثلة على الارتباط العميق بين الناس وأرضهم، وهي العلاقة التي لا تدعم اقتصادهم فحسب، بل تدعم أيضًا ثقافتهم وأسلوب حياتهم. يتم تسليط الضوء على هذا الارتباط بشكل أكبر من خلال وصف ممارسة الزراعة وتربية الأغنام والتجارة، وهي الأنشطة التي تحدد الحياة في مدينة الزوي وما حولها.
“شخصية” بارزة أخرى هي اللغة وتحديدا الشاوية التي ترمز إلى الهوية والمقاومة الثقافية لسكان زوي. ومن خلال كتاب المؤلف يفهم أن هذه اللغة هي أكثر من مجرد وسيلة تواصل؛ وهي وسيلة لنقل التقاليد والقصص والقيم من جيل إلى آخر.
متنوعة ومتماسكة، وتقدم تجربة قراءة غنية بقدر ما هي تعليمية.
التحليل النقدي
يكشف التحليل النقدي لعبد المجيد رمضاني عن الزوي، ملتقى الجبال، عن عمل عميق للغاية يشمل أبعادًا متعددة للحياة في منطقة الزوي، الواقعة في قلب الجزائر. لا يمثل هذا النص دراسة أنثروبولوجية وتاريخية وثقافية فحسب، بل يمثل أيضًا قطعة أدبية تتحدى التقاليد من خلال تشابك السرد والشعر والمقال لتقديم صورة حية لمنطقة غير معروفة غنية بالتاريخ والتقاليد.
من وجهة نظر أدبية، يتميز عمل رمضاني بقدرته على الجمع بين السرد الوصفي والتحليل الاجتماعي والثقافي، مما يخلق قصة غنية بالمعلومات وذات صدى عاطفي. إن اختيار هيكلة الكتاب حسب الموضوع بدلاً من التسلسل الزمني يسمح للمؤلف باستكشاف كل جانب من جوانب زوي بالعمق الذي يستحقه، من جغرافيتها وتاريخها إلى ممارساتها الثقافية واللغوية، دون التضحية بتماسك الكل
أحد الجوانب البارزة في العمل هو التركيز على الشفهية والتقاليد، مما يعكس طرق نقل المعرفة في زوي. نجح رمضاني في التقاط جوهر السرد الشفهي البربري، حيث غرس في نصه الإيقاع والإيقاع المميزين للقصص القصيرة التقليدية. لا تعمل هذه التقنية على إثراء السرد فحسب، بل تعمل أيضًا كعمل من أعمال الحفاظ على الثقافة، حيث تقدم للقارئ نافذة على روح زوي من خلال قصصه وأساطيره.
من وجهة نظر نقدية، يمكن أيضًا تفسير العمل على أنه تعليق على أهمية الهوية الثقافية ومقاومة التجانس والنسيان. من خلال تسليط الضوء على تفرد لغة التشاويث، والممارسات الزراعية المحلية، والمرونة التاريخية لسكانها، لا يشيد رمضاني زوي فحسب، بل يثير أيضًا أسئلة أوسع حول العولمة، وفقدان التنوع الثقافي، والنضال الثقافي.
ومع ذلك، يمكن اعتبار التركيز الواسع للعمل بمثابة سلاح ذو حدين. في حين أنه يقدم نظرة شاملة للمنطقة، إلا أنه قد يكون مربكًا للقارئ في بعض الأحيان، نظرًا لكثافة المعلومات وتنوع الموضوعات التي يتم تناولها. يتم تخفيف هذا التحدي إلى حد كبير من خلال أسلوب كتابة المؤلف، والذي تمكن من الحفاظ على التوازن بين التفاصيل العلمية وسهولة الوصول إلى السرد.
من ناحية النقد، يمكن القول بأن العمل يفترض معرفة مسبقة من جانب القارئ عن المنطقة وسياقها التاريخي والثقافي، مما قد يحد من وصوله إلى جمهور أوسع. ومع ذلك، يمكن النظر إلى هذا في حد ذاته على أنه دعوة للتعمق أكثر واستكشاف ما وراء السطح، وتشجيع القارئ على المشاركة بنشاط في اكتشاف الزوي وثرواتها.
في الختام، زوي، يعتبر ملتقى الجبال عملا هاما يقدم مساهمة قيمة في فهم وتقدير الثقافة الأمازيغية في الجزائر. لا يقدم عبد المجيد رمضاني دراسة شاملة عن زوي فحسب، بل يقدم أيضًا قطعة أدبية تحتفي بتنوع وتاريخ ومرونة شعبها. إنها دعوة للاعتراف وتقدير الطبقات المتعددة للهوية والتقاليد التي تشكل الفسيفساء الثقافية في العالم.